السيرة الذاتية


الدكتور علي زيعور سنة

1-من خزانة مكتبة خاصة ولدت مكتبتيْ   

منذ السنة الثانية، من المرحلة التكميلية (المتوسطة)، أكتشف ابي انّ في البيت كتباً قال إنهّا كثيرة، ومربكة. وأضافت أميّ مرة تلو المرة انّ الكتّب تباع، او تعطى للأقارب ،فالكتاب الذي انتهينا منه في المدرسة كتاب يملأ البيت غبرة، ولا يُباع بقردٍ ولا بسعدان…وأكّدتْ مراراً انّ في “بيت الشيخ” كتباً كثيرة في صندوق الحاجة منيرة يحرقونها لاشعال النار “حين ” الخبز على الصّاج”.
لقد تجمّعتْ في ” الخِرِسْتانة” كتبٌ لأخي ، وأخرى لأختي ” أم ساطع”، ثم للأصغر ( أم نزيه، فيما بعد) . وبدا لي أنّي مسرور، متميّز عن الرفاق ، في ذلك الشأن. ورفضتُ مرارا، ومقاوماً، فكرة إحراقها ، او إهدائها…؛ وكنّا ندفن في التراب اوراقاً ممّزقة، او بالية ، تعود الى جزء “عمّ يتساءلون، و “تبارك”.

2- المكتبة

(…) وفي آخر الدراسة الثانوية ، قبل دخول الجامعة بشهر او “بثلاثين يوماً ونيّف”، تفاجأتُ أمام كومة الكتب التي غدت تحت امرتي، بين يديّ، ورهن أمري… والكومة كبرت حتى صار ممكناً وصفها بأنها رُجْمة ، وبأنهاّ عَرَمة.
كانت رؤية الكومة ، وتسمياتها الاخرى ، تثير البهجة ؛ وتولّد اعتزازاً يشبه الإفتخار، ويوحي بالانتصار.

3– المتحف الشخصي للفن والآثار

تأهيب الشروط والبعُد العالمي والأنا الجمالية – في  تربية قطاع الفنون داخل المجتمع والنحناوية والشخصية- كان فكرةً شبه هجاسية قادت إلى القول بالإسهام العربي في حوض الحضارة البشرية.
تأسست النقدانية الاستيعابية ، وهي عميقة النّقَّابات واسعة الجرّافات، على تعميقٍ وتوسيعٍ متكاملَيْن متناقحَيْن لمبدأين هما، في مجال التربية الفنية وتنمويات الفنون ، المتحفيات و الآثاريات كقطاعَيْن يشدّدان او يقومان على لا بدّية وضرورة تأهيب الفضاء الثقافي الملائم لانبات أو ابداع الاهتمامات الفنية ، ولتعميق حرية تفاعل الأنا الجمالية مع الشروط بإيجابية وإسهامية.
وضع علي زيعور في عامه الثامن عشر مقالاً كان بموضوع ضرورة إدخال الحركات والصائتات في الكتابة العربية، ثم أغرق في مديح اللغة العربية الفصحى والخوف من اللهجه العامية . وفي العام نفسه رسم صورة “مُشَلبنة” للكوفية والعقال كقعة واحدةٍ أنيقة سهلةِ الارتداء والخلع، وللدشداشة والقفطان والعباءة.

وكان في الوقت عينه يرسم بالريشة والألوان لوحاتٍ انطباعية تصورّ مناظر الطبيعة الريفية كالجبل، والتلال ، وضفاف النهر ، والاشجار ، وصخور النهر وغدرانه، والجلالي والوعر والقاطع. ومن الاهتمامات الفنية المبكرّة كان اهتمامه بالتلحين السماعي لمقطوعات شعبية كان يكتبها بنفسه. ثم كانت الجامعة الاجنبية عاملا وفّر شروطاً للانفتاح على الفن في العالم . وكتب علي زيعور قبيل دخول الجامعة، واثناء الدراسة في الجامعة ، بضعة قصصٍ قصيرة تروي الحبّ ، والحبّ عند المراهقين والمتزوجين.

اختلف مع واصف بارودي – حول فلسفة التربية في قاعة الصف-( السنة الأولى ، دار المعلمين)… واستنكر بارودي دفاع الطالب زيعور عن التربية الفنية وتعليم العربية بحسب ساطع الحصري، وأنكر الطالب دعوة بارودي الى فتح أوسع الأبواب لإدخال كلمات فرنسيةٍ فنيّة الى اللغة العربية. عثر علي زيعور ، في اوراقه القديمه العائدة الى ما قبل السبعينيات، على عدة لوحاتٍ رقشية، وعلى لوحاتٍ فنية اسلامية وكتاباتٍ فنية خطوطيةٍ نَفّذتها هواية ومحبة للخطّ العربي الفنيّ ( العريض) . اماّ أهمّ تأسفاته فكانت على البومات صورٍ فوتوغرافية لمناظر ريفية، ولمعالم باريس في الستينات، ج لوحاتِ الفنانين العالميين …واقتنى اسطوانات كثيرة للموسيقى، ولوحاتٍ تجاريةٍ لأشهر الفنانين (باليهات ، سمفونيات) وتماثيل مصغّرة وانحوتات.

Baba4- العلاج النفسي والفكر الصوفي عند جنبلاط وزيعور

– من اختلافي عن كمال جنبلاط عدم موافقته، بل سكوته وعدم تفاعله حيال تفسيراتي التاريخية السياسية للمذهب الدرزي، لنشؤ واستمرار اهل التوحيد، طائفة الموحدّين… وأنا أسسّتُ تفسيراتي وطريقتي في التثمير على الانتهاض من اعتبار ” أهل التوحيد” فرقة صوفية  إسلامية ، مشيخة أو طريقة صوفية  وهي أسماعيلية ، قرمطية، شيعية مغالية اي غير متمسكة حرفياً بالكتاب والسنة ، شيعية بعيدة عن المذهب الجعفري الصادقي الذي هو سنّي صراطي لكن مع انفتاح على العرفاني والتصوف المطمور…

وأنا، هنا، إنّي الحف على أنّ بعض العقائد الاسماعيلية تغلغلت عبر تحّول الاسماعيليين الى المذهب الجعفري ، والى غيره لا سيما الى الفرق الباطنية التي بالغت جداً في التأويل المفرط للتكاليف الشرعية ، وللنبوة والوحي والقرآن.

أخيراً ، وعلى نحو أوجز، ، إنّ  الفرق الصوفية وضمنها يجب أن نضع- بحسب تحليلاتي –  الفرقة التوحيدية الدرزية ، فرقة عرفانية أي فكر صوفي  أنتجه تفاعل اللاهوت الاسلامي مع تأثيرات حضارية عالمية ( هندية، افلاطونية محدثة، هرمسية، غنوصية، فارسية قديمة…) . ولم يكن كمال جنبلاط ليهتمةّ بذلك، على الرغم من عودتي المتكررة الى تلك النقطة، او الفكرة ، او ” الشّغلة” … وحتى عرض محمد الزعبي ( رفيقنا في تأليف كتاب عن البوذية والفرق الصوفية،   1964) لتفسيراتي التي ارتأت انّ ” أهل التوحيد ” تسمية هي نفسها صوفية محضة،اتى عرضاً لم يستطع ان يدفع بكمال جنبلاط الى ادنى اهتزاز ، الى اهتمام قليل او كثير مطمور او مفصوح معبِّر. وعدم الإجابة، اي الموقف السكوتي الساكت، يصدق في مجال اعتباري لـ ” أدب الحياة ” عند كمال جنبلاط، عملا صوفيا محضاً (را: آدابية أهل التصوف والعرفان)، وذاك الاعتبار قد لا يكون ضد إعتباري لأدب الحياة عملاً لاهوتياً ، دينياً ، تعبدياً ، ممارسة لعقيدة ومتخيل وإيمان (را: الاختلاف حول تفسيري وطريقتي في النظر إلى ما أسميته عُصاب أو أزمة نفسية عند لاكا ن   الساذج .

5- المتحف الشعبي في عرب صاليم

البيت الريفي قبل اجتياهه با لكهرباء والاثاث ا لمديني

شددّ علي زيعور مراراً وفي مناسبات مختلفة خلال دراساته الميدانية ، على واجب الاهتمام بالبيت التراثي وحفظ ادواته وتجهيز الداخلي ، وباللوحات الفنية الشعبية ( راجع : مجموعة زيعور في الفنون الشعبية) .

كان ذلك ضرورياً من اجل دراسته لتأثير الكهرباء و” الكنباية” ، او ” قنينة الغاز” والكرسي ، او السرير ( التخت) والزيّ العالمي ، ولا سيماّ من اجل التحليل النفسي الانثروبولوجي للعادات والاحتفالات وقطاعات اللاوعي الجماعي ( الثقافي) العربي
وردت الدعوة الى إقامة تلك الحافظة / الذاكرة الجماعية ( الشعبية، التراثية ، التقليدية …) في الجزء السابع من موسّعة التحليل النفسي للذات العربية : صياغات شعبية حول المعرفة والخصوبة والقدر – وهو بحثٌ استخرج الأنماط الأرخية؛ ودرس الحكاية، والخرافة، وتفسيرا الحلم الشعبية، والاستعارة والرموز، والمتخيَّل…


6- المتحف الفولكلوري للأغنية والألحونة

الرواية الملحنة  لكفاح قريةٍ عربية في القرن العشرين

توصَف وتُسَّجلّ الحافظةُ الذاكرةُ الشعبية، في قطاعات الغناء والفنون الغنائية، على شكل ملحمةٍ شعرية شعبية تروي مراحل كفاح قرية، أو منطقة روايةً بالألحان الشعبية المعروفة: عتابا، أبو الزّلف ، دلعونة، المخمّس المردود ، الزّجل ، الحداء ، الرّويدة، الجعيدية ، الميجانا، المُعنى ، القصيد، الحَوْرَبة.
يبدأ بالكفاح ضد الظلم في مرحلة ما قبل الحرب العالمية الاولى ، وحيث عرفت هجرة اعداد قليلة الى و . م . أ . (). ثم يكون الانتقال الى الكفاح والمقاومة ضدّ الفرنسيين المستعمرين ، والى النضال من اجل الاستقلال المتواظِب المتناقِح أو الأخصب فالأخصب.هنا يسجل لبلدة عرب صاليم ( إقليم التفاح ، منطقة ما فوق صيدا ) أنّ المدرّس في مدرستها الرسمية ، مِسْيو حاطوم ، أصابه طلق ناري في رجله، على يد الجندي الفرنسي، حينما رفع العلم اللبناني على مبنى البرلمان. والحق كلُّ الحقّ مع الذين طالبوا بإقامة تمثال لذلك البطل “المنسى” في بعض مناطق لبنان أو في الذاكرةِ الوطنية والكفاح السياسي الاسهامي .

اماّ المقاومة للغاصب المحتل لفلسطين فقد سطعت على وجهٍ بارز، في الممارسة، والايديولوجيا الكفاحية، في الفكر والسلوكات داخل القرية هذه وداخل مناطق لبنانية قربة لها.
7- مجموعة الفنيات الإسلامية والعربية

carte d'etudiantدرس ودرّس الدكتور علي زيعور، في الجامعة، الجماليات كميدانٍ أو حقلٍ نفساني .
ثم كرّس للفنون الاسلامية رصيداً مستقلاً ( ساعة ، اسبوعيا) داخل رصيد الجماليات ( مدة ساعتين، أسبوعيا). ثم تخلى عن الاهتمام بالنظريات الغربية في الجماليات صاباً اهتمامه على ما سماه ” المدرسة العربية في الجماليات ، وفي علم الجمال المقارن معتمداً هنا على التجربتين الأوروبية في التصوير وعلى التجربة الهندوسية.

كان المدّرس الباحث المعالج، زيعور يتعاطى ، هو وطلابه ، مع الفنون الاسلامية بتجميع صور ولوحات تمثّل كافة الفنون الاسلامية ، وكان الطلاب يشجعون على تصوير القباب والمحاريب والمآذن، الخطوط والمباني الاثرية والمساجد الشهيرة .
هنا كانت تتراكم داخل ملفّ الدكتور زيعور صور كثيرة نفّذها اثناء تجواله في بعض القرى، وفي صيدا وصور ، وطرابلس وبيروت . وهي صور كان يؤكد في قاعة التدريس إنها تضاف ، ولا تلغي او تخفف من
قيمة الكتب التي خصصها بعض المستشرقين للفن في التراث الإسلامي أوكل زيعور  إلى زميله علي مقلِّد ترجمة آخر ما صدر من تلك الكُتُب).
من أجل تشجيع العمل الميداني، كان الدكتور زيعور، في الثمانينات والتسعينيات ، يعطي علامة تقدير عالية لكل ملفّ يضم لوحات او خطوطيات إسلامية اصلية ينفّذها الطالب بنفسه في قريته ومنطقته الجغرافية.

في التسعينيات ، تركز الاهتمام على تصوير وتجميع الآثار الخاصة بالصوفيين، وبالأضرحة المقدسنة، وبالفن والجماليات في التصوف والعرفان والأوليائية.

8– المدرسة العربية في علم الاجتماع والانثروبولوجيا وعلم الحضارات

ظهرت النظرية عن مدرسة عربية في علم الاجتماع وعلوم مجاورة، على اسطع وجه ، في الجزء الثا لث من ” موسعة التحليل النفسي للذات العربية”.
” تتواضح وتتناضح ” تلك النظرية مع النظرية عن المدرسة العربية الراهنة في علم النفس ، والالسنية ، والتأرخة؛ وبخاصة في الفلسفة والفكر وروحية العلم ، في الحقوق المدنية، في العلمانية والمجتمع المدني .
للزيادة او الاستيضاح ، كشاهد :

  1. الدراسة النفسية الاجتماعية بالعّينة للذات العربية … ،ط 1 ، 1978.
  2. فلسفة الحضارة ومَعْنَية المجتمع ، بيروت مؤسسة عز الدين، 1994.

9- الفلسفة اليونانية الاسلامية المسيحية

المعلّم علي زيعور، في نهاية القرن العشرين، رجع الى اهتماماته الأخرى، والتي منها علم النفس الفلسفي؛ والفلسفة النفسانية، لا سيما في نطاق الفلسفة التي سماها الفلسفة الأثلوثية والجذعية المشتركة، او الفلسفة اليونانية العربية اللاتينية ، او الفلسفة الوثنية الإسلامية المسيحية.
كما أطلق عليها ايضاً ، في بحوثه بالفرنسية، اسم الفلسفة الاسلامية الموسعة، المستمرة_بفعالية مطمورة وغير مفصوحةٍ _ حتى كنط  المؤسس الفعلي للحداثة في الفلسفة .

10- مجموعة الرسوم واللوحات  والزّ وقات ا لشعبية

على الطريق الى إستكشاف اللاوعي الثقافي العربي، أو ذهاباً الى فهم الأنماط الارخية ، وعلم الانسان ( الإناسة ، الأنثروبولوجيا ) بعامة ، كان جمّ النفع ولا متناصياً تقميش ما يمكن جمعه من لوحات وزوقاتٍ
(صُوَر) معروضة في الاسواق الشعبية، او معلّقة على جدران في الأوساط الريفية كما التقليدية.

يُعَّدُ التحليل النفسي الإناسي الألسني للبراق – مصوَّراً متخيَّلاً في لوحةٍ شعبية- شاهداً او عيّنةً تمثلّ دراسةَ ” موسّعة التحليل …” للفنون الشعبية ، ونصراً او توكيداً للقول بمدرسة عربية في الجماليات، في القيميات ، والفنيّات بعامة.

للاستزادة او الاسيتضاح ، للشاهد:

زيعور (علي)، فلسفة الحضارة ومعينة المجتمع …، صص 455 – 490.

 

 صور مع الزملاء

image 6image 9

image 7

خلال توقيع كتاب في البيال، بيروت

signa

image 1sign 2

الدكتور علي زيعور مع القبعة التي نادراً ما تفارق رأسه

الدكتور علي زيعور

الدكتور علي زيعور

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s